مجيء الشيطان بصورة بعض المشركين
يقول: (وكذلك لما ظهر الشيطان للمشركين في صورة الشيخ النجدي وغيره المذكور في السيرة، وظهر لهم يوم بدر في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ، فلما رأى الملائكة هرب).فهذه حقائق يريد الشيخ أن يبين لنا من خلالها كيف ننسى أن هذا موجود، والشيخ نفسه هو ذكر أن الشيطان تلبس به، واستدل بقول الله تعالى: (( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ))[الأنفال:48].فهنا جاءهم الشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ، (( فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ ))[الأنفال:48]، فالشيطان يرى الملائكة وهم لا يرونها ثم قال: (( إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))[الأنفال:48].وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وغيره قال: [ تبدى إبليس في جند من الشياطين ومعه راية في صورة رجال من مدلج، والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال: لا غالب لكم اليوم، وإني جار لكم، وأقبل جبريل عليه السلام على إبليس فلما رآه -وكانت يده في يد رجل من المشركين- نزع إبليس يده، وولى مدبراً هو وشعبه، فقال الرجل: يا سراقة ! أتزعم أنك جار لنا؟! فقال: (( إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))[الأنفال:48] قال ابن عباس : وذلك لما رأى الملائكة] وقال الضحاك: [سار الشيطان معهم -يعني مع المشركين- برايته وجنوده، وألقى في قلوب المشركين أن أحداً لن يغلبكم، وأنتم تقاتلون على دينكم ودين آبائكم ]، فانظروا إلى التضليل، نعوذ بالله من الشيطان.