قال: (وكثير من هؤلاء من يقوم من مكانه، ويدع في مكانه صورة مثل صورته، وكثير من هؤلاء من يرى في مكانين، ويرى واقفاً بـعرفات وهو في بلده لم يذهب، فيبقى الناس حائرين) أي: الذين لا يعرفون.
وهناك شيخ في مصر اسمه: الشيخ العريان ، فيقولون: إن هذا الشيخ العريان -كما ذكر عنه ذلك الشعراني - خطب الجمعة في اثني عشر مسجداً، وفي وقت واحد، وهو عريان ليس عليه شيء، فقال الناس: هذه من كرامات الشيخ العريان .
يقول الشيخ: (والعقل الصريح يعلم أن الجسم الواحد لا يكون في الوقت الواحد في مكانين) ويقولون أيضاً: إن الشيخ شاه نقشبند - شيخ النقشبندية - اختلف تلاميذه عليه كل يريد أن يفطر عنده تلك الليلة؛ فقد كانوا صائمين، فقال: أنا أرضيكم وأفطر عندكم جميعاً، وهذا مما يؤكد ويؤيد أن هذا الرجل يتعاون مع الشياطين، فقد تلبست مجموعة من الشياطين وتصورت بصورته وذهبوا، وهو ذهب عند واحد منهم، قال: والصادقون قد رأوا ذلك عياناً لا يشكون فيه.
وهناك من يكذب ويقول: لا يمكن أن يفعل الشيخ العريان ولا شاه نقشبند ذلك، فالشيخ هنا يذكر أن بعض الناس الصادقين قد رأوه، فيرون هذا الرجل معهم في الموقف في عرفة والذين في بلده يقولون: نحن رأيناه في بغداد أو في القاهرة لم يغادرها، ولم يخرج منها، إذاً فكيف هذا؟!
يقول الشيخ: إن العلة: هي أن الشيطان هو الذي تلبس بصورته، وتشكل في الموقف أو في غيره، فيقول الشيخ رحمه الله: والصادقون قد رأوا ذلك عياناً لا يشكون فيه، ولهذا يقع النزاع كثيراً بين هؤلاء وهؤلاء كما قد جرى ذلك غير مرة، وهذا صادق فيما رأى وشاهد، وهذا صادق فيما دل عليه الصريح. أي: فيما دل عليه العقل.
يقول: فهذا يقول: لا يمكن، لكن أيضاً هناك من يقول: رأيت نفس صورة الشيخ الذي أعرفه، لكن ذلك المرئي كان جنياً تمثل في صورة إنسان.