يقول: (كما تمثل لجماعة ممن أعرفهم في صورتي، وفي صورة جماعة من الشيوخ الذين ذكروا ذلك، ويتمثل كثيراً في صورة بعض الموتى، فتارة يقول أنا الشيخ عبد القادر -أي: الجيلاني - تارة يقول: أنا الشيخ أبو الحجاج الأقصري ، وتارة يقول: أنا الشيخ عدي -وهو عدي بن مسافر) وقد كتب شيخ الإسلام لأتباعه رسالة صغيرة اسمها الوصية ، وكان الشيخ عدي من بقايا بني أمية، وكان رجلاً عابداً زاهداً، وكان أتباعه كثيرين ومنتشرين في تلك الأيام، فإذا قرأتم هذه الوصية تجدون كيف الأسلوب البليغ، والداعي الحكيم، فـشيخ الإسلام لم يهاجم الشيخ عدي ، ولم يقل: هذا ضال ومبتدع، وأنتم فساق، وإنما بدأ يذكر محاسن الشيخ وفضائله، وأنه يحب الكتاب والسنة، ثم بين بعد ذلك لماذا يخطئ الشيوخ وأمثالهم ومنهم الشيخ عدي ، ثم دعاهم إلى التوحيد الصحيح فيقول: من اعتقد في إنسان كذا وكذا فقد أشرك، فيفهمون أنهم ليسوا على طريق الشيخ عدي ، وأنه إذا كان الشيخ عدي يرضى بهذا فهو أيضاً على ضلال، فهذا أسلوب فيه حكمة، وهي رسالة جيدة نافعة.
قال: (وتارة يقول أنا أحمد الرفاعي) -وهو صاحب البطائحية- (وتارة يقول أنا أبو مدين المغربي)، و هذا الذي كان في بلاد المغرب ، وهو رجل معظم في بلاد مصر و المغرب وغيرها، فيعظمه الشاذلية وأمثالهم.