يقول: (وقد يرى أشخاصاً في اليقظة إما ركباناً، وإما غير ركبان، ويقولون: هذا فلان النبي: إما إبراهيم ، وإما المسيح ، وإما محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا فلان الصديق: إما أبو بكر ، وإما بعض الحواريين، وهذا فلان -لبعض من يعتقد فيه الصلاح- إما جرجس ، وإما غيره ممن تعظمه النصارى ، وإما بعض شيوخ المسلمين، ويكون ذلك شيطاناً ادعى أنه ذلك النبي أو ذلك الشيخ، أو ذلك الصديق، أو ذلك القديس كما يزعم النصارى ، ومثل هذا يجري كثيراً لكثير من المشركين، والنصارى ، وكثير من المسلمين، ويرى أحدهم شيخاً يحسن الظن به ويقول أنا الشيخ فلان، وأعرف من هذا شيئاً كثيراً).
يقول: (وأعرف غير واحد ممن يستغيث ببعض الشيوخ الغائبين الموتى، فيراه قد أتاه في اليقظة وأغاثه) فانظر كيف لبس عليه الشيطان، فيتصور أن الشيخ يأتيه؛ لأنه استغاث به، وبذلك يخرجون عن التوحيد إلى الشرك، ويقعون في أكبر الذنوب وأعظمها وأخطرها، (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ))[المائدة:72]، وهذا بسبب الاستغاثة بغير الله، ودعاء غير الله.