(و
النصارى عندهم منقول في الأناجيل: أن الذي صلب ودفن في القبر رآه بعض الحواريين بعد دفنه قد قام من قبره مرتين أو ثلاثاً، وأراهم موضع المسامير، وقال لهم: لا تظنوا أني شيطان).ونحن نؤمن يقيناً -كما ذكر الله تعالى- أن المسيح لم يقتل ولم يصلب، قال الله: ((
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ))[النساء:157]، فيقول
النصارى : أنتم كيف تقولون هذا والحواريون -وهم تلاميذه، وأعرف الناس به- قد رأوا هذا الذي صلب -وهم يقولون: إنه المسيح- وقد وضع في القبر، ثم قام من قبره، فخاطبوه وقالوا له: أنت المسيح؟ فقال: نعم، وأراهم موضع المسامير التي ضربت فيه، وقال: لا تظنوا أني شيطان. قال
شيخ الإسلام: (وهذا إذا كان صحيحاً فذاك شيطان ادعى أنه المسيح، والتبس على أولئك. ومثل هذا قد جرى لخلق كثير في زماننا وقبل زماننا، كناس كانوا بـ
تدمر -وهي المدينة المعروفة بآثارها في
بلاد الشام - فرأوا شخصاً عظيماً في الهواء، وظهر لهم مرات بأنواع من اللباس، وقال لهم: أنا المسيح بن مريم، وأمرهم بأمور يمتنع أن يأمرهم بها المسيح، وحضروا إلى عند الناس وبينوا لهم أن ذلك شيطان أراد أن يضلهم). والظاهر من الكلام: أنهم حضروا إلى
شيخ الإسلام رحمه الله، لكن لا يحب أن يذكر نفسه. فقال: وحضروا إلى الناس وبينوا لهم أن هذا لا يمكن أن يكون المسيح، ولكنه شيطان أراد أن يضلهم.