التفريق بين الحقيقة والشريعة
لقد اعتقد البعض أن الدين حقيقة وشريعة على القسمة المعروفة عند الصوفية ، وأن الحقيقة هي باطن الأمر، والشريعة هي مجرد الظاهر، وهذا كان سبباً في الضلالة؛ لأنها أفضت بهم إلى القول بخاتم الأولياء، ودعوى الولاية الباطنة. فأما الحقيقة والشريعة فنتجاوز الكلام عنها؛ لأن المقام ليس مقام التفصيل فيها، فقد تقدم عنها كلام ونرجو إن شاء الله أنها معلومة عند الجميع؛ ومرادنا الآن هو بحث الفرق بين الولي الصادق وبين أولياء الشيطان، ومعرفة هذا من هذا، وتمييز ذا من ذا، فدعوى الحقيقة التي يدعيها أولئك هي دعوى مبسوطة في مواضع أخرى، ومن احتجاجهم لها أنهم احتجوا بقصة موسى والخضر عليهم السلام، وما أشبه ذلك مما قد تكلمنا عنه من قبل.