من المعروف أن
الخوارج ظهروا في
الكوفة و
البصرة ، وكانوا يأتون المجالس ويؤذون العلماء بالتعنت في الأسئلة، ويؤذونهم بشغل أنظار الناس في الحلقة عن الذكر وعن الخير، ويطعنون في العلماء في حلقاتهم، فكان
عبد الله بن الكواء يتعنت مع
علي رضي الله عنه في كل شيء، ويلح عليه في كل شيء، وهكذا -والعياذ بالله- دأب
الخوارج ، حتى إن
علياً رضي الله تعالى عنه لما ذكر الحديث العظيم في الذكر؛ لما ذهب هو و
فاطمة رضي الله تعالى عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكيا إليه التعب، فقال: (
جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم ودخل بيننا في اللحاف، ثم قال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ تكبران الله أربعاً وثلاثين، وتسبحان ثلاثاً وثلاثين، وتحمدان ثلاثاً وثلاثين ) الحديث المعروف، قال
علي رضي الله تعالى عنه: [
فما تركتها ليلة قط] فهو يحدث بنعمة الله عليه، فقال
عبد الله بن الكواء : ولا ليلة صفين؟ مع أنه لو تركها ليلة صفين في وقت الحرب والمشاكل فلا شيء، فقال
علي رضي الله تعالى عنه: [
ولا ليلة صفين ]، وجاء في بعض الروايات أنه قال: [
أنسيتها في أول الليل، ثم قرأتها من السحر ]، يعني: تذكرتها في آخره، فكان التعنت شأن
الخوارج .فهذا الرجل كان يؤذي
الحسن البصري رحمه الله في حلقته في المسجد، فلما كثر أذاه عليهم قال: [
اللهم قد علمت أذاه لنا فاكفناه بما شئت]. أي: دعا عليه بدعاء الغلام صاحب الأخدود: (
اللهم اكفنيهم بما شئت )، فجعل الأمر مفوضاً إلى من بيده ناصية كل شيء، قال الراوي: فخر الرجل من قامته، وما حمل إلى أهله إلا ميتاً والعياذ بالله.