وذكر أيضاً أن أبا نعيم روى بإسناده: [أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد: يا رب! إذا لقيت العدو غداً فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده، أقاتله فيك ويقتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غداً قلت: يا عبد الله! من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك، وفي رسولك، فتقول: صدقت، قال سعد -وهو الراوي-: لقد لقيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط]. أي: استجاب الله تعالى دعاءه، فجاء من قتله، ومثل به؛ حتى إنه قطع أذنه وأنفه وعلقهما كما ذكر.
وهذا ليس بغريب على من كان هذا حالهم من الأولياء، وهم الصحابة، فأفضل الأولياء في الدنيا بعد الأنبياء هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هذا إلا غيض من فيض.