عطاء الله لأولياءه
قال: (قوله: ( ولئن سألني لأعطينه ولئن أستعاذني لأعيذنه )، وفي الرواية الأخرى: ( إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته )، يعني هذا: أن المحبوب المقرب إلى الله له عند الله منزلة خاصة تقتضي أنه إذا سأل الله شيئاً أعطاه إياه، وإذا استعاذ به من شيء أعاذه منه، وإن دعاه أجابه) وهذا غاية ما يريد الإنسان، وهل هناك هدف أو غاية أكبر من أنك أنت العبد الفقير الضعيف المحتاج بتقربك إلى الله، وبطاعتك له، وحبك له؛ تصبح عند الله تعالى بهذه المنزلة: إن سألته أعطاك، وإن استعذت به أعاذك، وإن دعوته أجابك، فهذه درجة عظيمة، فمن يستطيع أن يصل إليها! من يطمح إلى شيء غيرها! فتسأله الجنة، وتسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم، وتسأله الثبات على الحق، وتسأله النصر على أعدائك، وتسأله أي شيء؛ فيستجيب لك، وتستعيذ به مما تكره: من شر الشيطان، ومن كيد أولياء الشيطان، ومن شرور الدنيا والآخرة؛ فيستجيب لك، فهذه درجة عظيمة جداً.ولو تأملنا الحديث السابق نجد أن الله تعالى لم يقل: فإذا أحبني كنت سمعه، أي: إذا كان العبد يحب الله، فإذا أحب الله كان سمعه، وبصره، وكانت أعضاؤه تسير على مقتضى محبته لله، ليس الأمر كذلك، وإنما قال: ( فإذا أحببته كنت سمعه ) أي: أن الله عز وجل إذا أحب العبد فإنه يكون بهذه المنزلة، ولذلك إذا دعاني أجيبه، وإذا استعاذ بي أعيذه؛ لأنه هو الذي أحبني حتى وصلت محبته إلى هذه الدرجة، وهذه المرتبة.يقول: (فيصير مجاب الدعوة؛ لكرامته على الله عز وجل) أي: أن غاية الأولياء أن يصبح الواحد منهم مجاب الدعوة؛ كما كان الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، فهذا دليل على أنه من خلص أولياء الله المتقربين إليه عز وجل، وكثير من السلف ثبت لهم ذلك.