يقول: (ومن هذا المعنى: قول علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: [إن كنا نرى أن شيطان عمر ليهابه أن يأمره بالخطيئة] )، وعمر رضي الله تعالى هو محدث هذه الأمة، الذي: ( إذا سلك فجاً سلك الشيطان فجاً آخر )، وهذا معنى: كنت سمعه وبصره، فجوارحه كلها تنفعل وتفعل الطاعة، وليس للخطيئة عنده موضع، ولا للشيطان فيه منفذ يستطيع أن يصل به إليه، فلا يجرؤ شيطان عمر على أن يوسوس إليه ولو بشيء بسيط؛ لقوته في طاعة الله، فقد أصبح سمعه وبصره وقلبه وعقله وجوارحه كلها قوية على طاعة الله، وعلى تقوى الله سبحانه وتعالى، وما يقربه إلى الله.
فـعمر له شيطان، ولكل إنسان منا قرين، لكن شيطان عمر رضي الله تعالى يهاب أن يأمره بشر كما يقول علي رضي الله عنه، وهذا من شهادة الأخيار بعضهم لبعض، فكانوا يتحدثون أن شيطان عمر لا يقدر أن يوسوس أو يحرك عمر إلى معصية من معاصي الله عز وجل.