وأما أصحاب الشهوات -نعوذ بالله- فإنهم يصبحون عبيداً للشيطان، كما قال الله تبارك وتعالى: (( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ))[يس:60] فيعبدونه العبودية المطلقة، فلا يأمرهم بشيء إلا ويطيعونه، فيتحكم فيهم، ولهذا يستخدم ويسخر جوارحهم: عيونهم، وأسماعهم، وأيديهم، وأرجلهم في معصية الله، فيكدحون ويشتغلون ليلاً ونهاراً في المعاصي، ولا يملون ولا يتعبون، فإذا عرضت على أحدهم الطاعة تخاذل وتكاسل وتثاءب، ونفر منها ولم يرتح لها، ولا يطمئن إلا إذا جاءته المعصية والعياذ بالله؛ لأن الشيطان متحكم فيه.