يقول: (وكان بعض السلف يقصد السوق ليذكر الله فيها بين أهل الغفلة، والتقى رجلان منهم في السوق، فقال أحدها لصاحبه: تعال حتى نذكر الله في غفلة الناس، فخلوا في موضع فذكرا الله، ثم تفرقا، فمات أحدهما، فلقيه الآخر في منامة فقال: أُشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق). فما يدريك أن هذه اللحظات التي ذكرت فيها ولم تحسب حسابها في المستشفيات، والناس أكثرهم مشغولون، أو في الطائرة أنها تكون سبباً للمغرفة، فالمهم أن المؤمن يتحرى مواطن ومواضع غفلة الخلق فيذكرهم بالله، أو يذكر الله هو على أقل الأحوال إن لم يذكرهم. فإن لم تفعل ذلك، وخالطتهم على ما هم فيه من الغفلة؛ ولو بقي لك الذكر في مواضع الذكر في حالات أخرى؛ فإنك تخسر جزءاً من وقتك، ومن قلبك، ثم بعد ذلك يسري فيك هذا الداء ويزداد، فتصبح وأنت في المسجد -وهو موضع الذكر- تتذكر ما كان في موضع الغفلة، وهكذا حتى ربما تعم الغفلة القلب كله بعد ذلك.