الخروج إلى السوق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ثم تصور حال أهل السوق إذا كان أحدهم جالس ورأى أحد العلماء، أو من له علم، أو قيمة؛ فإنه إذا كان على منكر حاول أن يغيره، فإن كان يبيع شيئاً حراماً فإنه يحاول أن يبعده حتى لو لم يأمره أو ينهاه، وإن كان ينظر إلى محرم فإنه يغض نظره، وإن كان عنده لهو فإنه يقفله، فذلك فيه فوائد وفيه إنكار، وفيه ذكر لله، وإحياء لذكر الله في مكان الغفلة والغافلين، وأما لو تركت أماكن الغفلة مطلقاً للغافلين فإن الفساد ينتشر، ولا نعني بأماكن الغفلة: أماكن الفساد والرقص، وإنما المقصود الأماكن التي لا غنى للخلق عنها، فلا غنى للخلق عن أن يشتروا ويبيعوا، فلا يتركوا هذا، وإنما اذهب ومر عليهم، وذكرهم وانصحهم، ولهذا ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق فرأى طعاماً يباع، فأدخل يده في الصرة فوجد بللاً فأخرجه، فقال: ما هذا يا صاحب الطعم؟! قال: أصابته السماء يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا ) وهذا أصل من أصول عمل الاحتساب على أهل البضائع، وهو ما يسمى الآن بمكافحة الغش التجاري، فهذا من الحسبة، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأنكر عليه.