يقول رحمه الله بعد كلام له: (وهذه كانت حال الرسل والصديقين، كما قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ))[الأنفال:45])، فحتى في حال الجهاد يستعان على مجالدة العدو ومنازلته بذكر الله، فأمر الله تبارك وتعالى هنا بأمرين: بالثبات، وذكر الله كثيراً، فإذا ثبت المؤمنون، وذكروا الله؛ نصرهم الله، وهذا معلوم وواقع قديماً وحديثاً، حتى إن بعض الكفار الذين أسلموا ممن كانوا يحاربون المؤمنين المجاهدين، يذكر ويقول: إننا إذا سمعنا التكبير فإننا نخاف ونرتعب، فلذلك يدخل الهلع في قلوب الكفار إذا سمعوا تكبير المؤمنين، فمن أعظم ما يستعان به على أعداء الله حتى في حال الحرب الثبات، وذكر الله تبارك وتعالى، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ))[الأنفال:45].
قال: ويؤيد هذا ما في الترمذي مرفوعاً: يقول الله عز وجل: ( إن عبدي كل عبدي -أي: العبد الصادق- الذي يذكرني وهو ملاقٍ قرنه ) أي: قرينه وخصمه في المعركة، فهو لا ينسى الله، ويذكره سبحانه وهو يلاقي هذا المبارز في المعركة، هذا في حال الجهاد.