وذكر عن الحسن البصري : أنه إذا لم يحدث، ولم يكن له شغل فإنه يقول: سبحان الله العظيم دائماً، فذكر ذلك لبعض فقهاء مكة ، فقال: [ إن صاحبكم فقيه، ما قالها أحد سبع مرات إلا بني له بيت في الجنة ].
وزميله ونظيره ابن سيرين رحمه الله كان عامة كلامه: [ سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده ].
وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني إذا هدأت العيون نزل إلى البحر، وقام في الماء يذكر الله مع دواب البحر.
فيذكر الله خالياً، وهذا شيء عظيم جداً، ولهذا جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: ( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ).
وكونك تذكر الله وحدك في خلاء، أو في صحراء، أو في البحر هو غير أن تذكره وأنت مع الناس، فكان المغيرة بن حكيم يجلس إلى طرف البحر ويذكر الله، ولا يسمع إلا نقيق الضفادع، وأصوات الحشرات طول الليل، فيذكر الله معها، وهي تذكر الله عز وجل، (( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ))[الإسراء:44]، فكأنه يجاريها ويباريها ويسابقها في هذا التسبيح، وهي لا تهدأ ولا تسكن طوال الليل، فهي تسبح الله، وهو يسبح الله عز وجل معها.