المادة    
يقول السالوس: "قالوا: إن الإمامة أصل من أصول الدين، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، فمن لم يذهب مذهبهم في الإمامة؛ فهم يجمعون على أنه غير مؤمن، وإن اختلفوا في تفسير غير المؤمن هذا، فمن قائل بكفره، إلى قائل بالفسق، وأكثرهم اعتدالاً أو أقلهم غلواً يذهب إلى أنه ليس مؤمناً بالمعنى الخاص، وإنما هو مسلم بالمعنى العام، ما لم يكن مبغضاً للأئمة وشيعتهم، فضلاً عن حربهم، فهو يعد كافراً عند جميع الجعفرية "، أي: فمن لم يعترف بإمامة هؤلاء الأئمة فهو كافر عندهم، ويورد السالوس أقوالهم في مراجعهم " بحار الأنوار: (باب جامع في صفات الإمام وشرائط الإمامة، وباب أنه جرى لهم -أي الأئمة- من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم في الفضل سواء)".
  1. مذهب الرافضة في تكفير من أنكر الإمامة

    ويقول السالوس في حاشية أخرى: "ذكر الحلي الملقب عند الجعفرية بالعلامة بأن إنكار الإمامة شر من إنكار النبوة!
    حيث قال: الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص"، أي فيكون أهل السنة كفاراً إذا أنكروا إمامة أئمتهم؛ لأن إنكار الإمامة عندهم أشد من إنكار النبوة،وكون الإمامة لطفاً عاماً مبني على مسألة اللطف عند المعتزلة، وكونه أعم من النبوة يقتضي أن من ينكرها أشد كفراً ممن ينكر النبوة، ومن أدلتهم على ذلك ما نقله صاحب كتاب: سلوني قبل أن تفقدوني من كلام أمير المؤمنين علي لـكميل بن زياد قال: "لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة: إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته".
    وهذا حق، فلا تخلو الأرض من قائم لله بحجة والحمد لله، فلابد أن يظهر في الأرض من يقيم الحجة، ويجدد الدين، فالعلماء والخلفاء حملة كتاب الله في جميع العصور يقومون لله تعالى بالحجة، فمنذ ظهور الإسلام، إلى أن تهب الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، وهذا هو المقصود، لكنهم يجعلون هذا وأمثاله دليلاً لهم.
    يقول السالوس ناقلاً عن كتاب آخر: "وعقَّب أحد علماء الروافض على كلمة الحلي فقال: نعم ما قال!" بل بئس القول ذلك القول، يقول: "وأضاف: وإلى هذا أشار الصادق بقوله عن منكر الإمامة: "هو شر الثلاثة"، فعنه أنه قال: "الناصبي شر من اليهود، قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله؟! فقال: إن اليهودي منع لطف النبوة وهو خاص، والناصبي منع لطف الإمامة وهو عام"، وما دام كلام الحلي مبنياً على كلام جعفر، فهو مقبول لأنه عندهم ثقة مقبول.
  2. مذهب الرافضة أن من أنكر الإمامة فهو أشد كفراً ممن أنكر النبوة

    يقول السالوس : "وفي مصباح الهداية ذكر المؤلف أن الإمامة مرتبة فوق النبوة، وقال ابن بابويه القمي الملقب عندهم بـالصدوق : اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده، أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة، أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء، وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم" يعني: لو أن شخصاً -ولو كان من الرافضة- قال: أنا أؤمن بإمامة علي والحسن والحسين وعلي زين العابدين والباقر والصادق والكاظم حتى وصل إلى الحادي عشر وتوقف وقال: أما الإمام الثاني عشر فلا أستطيع الإيمان به؛ لأني لا أصدق أنه باق في السرداب مئات السنين؛ فهو كافر عندهم ككفر من أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، بل عند الرافضة أن آخر الأئمة هو أفضلهم؛ لأنه هو الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً بزعمهم، نعوذ بالله من الضلال.
    يقول السالوس أيضاً: "وقال المفيد : اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة، وجحد ما أوجبه الله له من فرض الطاعة؛ فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار"، ومثل هذا كثير في كتبهم، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب بحار الأنوار للمجلسي .