ورواه عبد الواحد ميمون أبو حمزة مولى عروة بن الزبير ، عن عروة ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
إذاً الحديث الثاني عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ولفظه: ( من آذى لي ولياً فقد استحل محاربتي، وما تقرب إلى عبد بمثل أداء الفرائض، وإن عبدي ليتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت عينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن موته؛ وذلك أنه يكره الموت، وأنا أكره مساءته )، خرجه ابن أبي الدنيا وغيره.
وهذا الحديث لفظ قريب مما جاء في صحيح البخاري ، وخرجه الإمام أحمد بنفس المعنى تقريباً عن عائشة رضي الله عنها، وذكر ابن عدي أنه تفرد به عبد الواحد ، عن عروة ، و عبد الواحد هذا قال فيه البخاري : منكر الحديث، ولكن أخرج له الطبراني طريقاً أخرى عن عائشة رضي الله تعالى عنها، فقال: حدثنا هارون بن كامل ، حدثنا إبراهيم بن سويد المدني ، قال: حدثنا أبو حرزة يعقوب بن مجاهد ، قال: أخبرني عروة ، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.. فذكره.
وهذا أيضاً إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيحين ؛ سوى شيخ الطبراني ؛ فإنه لا يحضرني الآن معرفة حاله، ولعل الراوي قال حدثنا أبو حمزة -يعني: عبد الوهاب بن ميمون ، من شيوخ الطبراني - فخيل للسامع أنه قال أبو حرزة ، والراوي لما وهم في الكنية سماه من عنده؛ بناءً على وهمه.
وحديث عائشة رضي الله تعالى عنها هذا رواه ابن أبي الدنيا ، والإمام أحمد ، و الطبراني ، وهذا أقرب شيء يمكن أن يعضد ما في البخاري ، وهو أقرب الألفاظ إليه.
وخرج الطبراني وغيره من رواية عثمان بن أبي عاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، ابن آدم! -على تقدير ياء النداء- إنك لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضت عليك، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فأكون قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، وبصره الذي يبصر به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإذا استنصرني نصرته، وأحب عبادة عبدي إلي النصيحة )، قال: وعثمان وعلي بن زيد ضعيفان، قال أبو حاتم الرازي في هذا الحديث: هو منكر جداً.
والحديث الثالث: المؤيد لحديث أبي هريرة حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وقد خرجه الإسماعيلي في مسند علي بسند ضعيف.
والرابع: حديث ابن عباس ، وقد خرجه الطبراني بسند ضعيف، وفيه زيادة في لفظه.
وجاء من وجه آخر عن ابن عباس وهو ضعيف جداً.