يقول: (وإن كان في هذا الأصل نزاع لفظي بين أهل السنة ، ونزاع معنوي بينهم وبين أهل البدع) يريد الشيخ بهذا الكلام ما تقدم من كلام مرجئة الفقهاء ليس الأشاعرة ، إذ إن الأشاعرة من المرجئة الغلاة ، لكن ما تقدم في موضوع الخلاف بين عامة أهل السنة والجماعة وبين المرجئة الفقهاء ، هل هو لفظي مطلقاً أو معنوي مطلقاً، أو لفظي من وجه ومعنوي من وجه؟ هذا قد تقدم، يقول: (كما تقدم في الإيمان، ولكن موافقة الشارع في اللفظ والمعنى أولى من موافقته في المعنى وحده) أي: مع وجود هذا الخلاف، أو مع القول بأن -فرضاً- الخلاف لفظي صوري من كل الوجوه، فإنه ينبغي لنا أن نوافق الشرع في اللفظ والمعنى، وعلى هذا نكون مع جمهور السلف، يقول الشيخ مستدلاً على هذا بقوله تعالى: (( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ))[يوسف:106]، فأثبت لهم الخلتين معاً: الإيمان، والشرك، فهم من جهة يؤمنون بأن الله تعالى هو الإله والخالق والرازق وما أشبه ذلك، ومع ذلك يشركون، كنحو قولهم: لولا الله وفلان، وما شاء الله وشئت، ولولا البط في الدار لدخل اللصوص وما أشبه ذلك، ولذلك قل من يسلم وينجو من الشرك إلا من وفقه الله، وتحرز منه ظاهراً وباطناً.