يقول: (وقد روي أنه بها غلام للمغيرة بن شعبة ) يعني: من أهل الصفة بعد أن تكلم عن أهل الصفة -لعلنا نلم بهذا- يزعم الصوفية أن أصل التصوف مأخوذ من الصفة، وهذا غير صحيح من ناحية اللغة، كيف تكون النسبة إلى الصفة صوفياً؟! كان يكون صفياً، وهذا لم يعرف في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين، فكيف تصح النسبة؟ فهم يجعلون هؤلاء منهم، ثم يذكر عنهم زعمهم أن الأقطاب والأبدال والأوتاد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا هم أهل الصفة، مع أن أهل الصفة بالإجماع كانوا يصومون ويصلون ويطيعون الله ورسوله، وكانوا من جملة أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، يعني: ما خرجوا عن شريعته، هم من أتباعه، ثم إن الصفة ليست علماً على فئة أو على طائفة، إنما هي مكان يأوي إليه الفقراء، فإذا وجدوا من يأويهم انتقلوا وارتحلوا عن هذا المكان، فليست علماً على فئة لها أوصاف معينة، إنما كانت مأوى الفقراء وعابري السبيل وضيوف الإسلام ونزلائه، فكانوا ينزلون فيه، ثم إذا آواهم الله أو سكنوا أو ذهبوا إلى أحد لم يبق فيها منهم أحد، فيفترون على النبي صلى الله عليه وسلم أن غلاماً كان للمغيرة بن شعبة من أهل الصفة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليه وقال: هذا واحد من السبعة، أي: السبعة الأولياء السريين، كما يعتقد هذا كثير من الناس الآن؛ أنك أنت تمشي في الطريق وتنظر إلى الناس وما تدري ويمكن يكون واحد منهم ولياً لله.
وفي يوم عرفة يقولون: من المؤكد أن الولي أو القطب الأكبر يحضر ومعه الأولياء، ويقولون: يمكن تكون ماشياً وتنظر إلى واحد قد يكون هو القطب وأنت لا تدري.
وفي رمضان في العشر الأواخر منه يمكن يكون القطب ظاهراً فيها وأنت لا تدري، ويمكن أن يكون القطب في البيت الحرام، وقد ترى الناس يطوفون وهو واحد منهم، هو الولي السري الذي لا أحد يدري عنه، لكن هو يدري.. وهكذا!
نقول: هذه أوهام اختلقوها، فيقول الشيخ رحمه الله: (وهذا الحديث -كذب باتفاق أهل العلم).