وقراءة أحوالهم لها أثر كبير في النفس، فلو أن شاباً قرأ (
صفة الصفوة ) فإنه سيتغير، بل لو قرأ سيرة واحد منهم بتأمل واعتبار فإن سلوكه سيتغير؛ لأنهم كانوا هذا حالهم، فكانوا يتعاهدون إيمانهم، ويحرصون على زيادته، ولذلك نقول:
إننا مقصرون جداً في إعلامنا، وفي صحافتنا، وفي مساجدنا، وفي كلامنا في مجالسنا في إبراز سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإبراز سيرة أصحابه، ولا تغني عنها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على فضلها، وكونها أهم وأعظم سيرة؛ لأن النفوس تقول: هذا رسول الله، وهذا يأتيه الوحي من عند الله.لكن انظر إلى أصحابه هؤلاء؛ فهم بشر مثلنا؛ إلا أن الله فضلهم بالصحبة، وبالانتفاع بالصحبة، وإلا فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم من صناديد الكفر، وممن كانوا في القليب يوم
بدر ، ورآه المنافقون في
المدينة ؛ ولم ينفعهم ذلك، وقرأوا الآيات كلها ولم تنفعهم.إذاً: إن قرأنا سيرته صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الحق والهدى ولم ننتفع -والعياذ بالله-، ففينا شبه من هؤلاء، وأما إن انتفعا ففينا شبه بأولئك، فلنتشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنتشبه بهذا الجيل الكريم الذي كان ينطق بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم -كما قالت
عائشة رضي الله تعالى عنها-: (
كان خلقه القرآن )، والصحابة رضي الله تعالى عنهم كان خلقهم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباعه في القرآن، وفي السنة، وفي كل عمل من الأعمال.