أعمال القلوب أخص من أعمال الجوارح
رابعاً: أن أعمال القلوب أخص من أعمال الجوارح؛ لأن عمل الجوارح عمل ظاهر، لكن عمل القلب عمل باطن، فكيف لا يدخلونه في الإيمان؟ نحن نقول: ما دامت أعمال القلوب فروعاً فلا بد أن تدخل في الأصل، بينما يقولون: إن أعمال القلوب لا تدخل في حقيقة وأصل الإيمان، فهي لا تعد أجزاءً منه، وإنما تعد ثمرات ولوازم له، ويقولون -أيضاً- في الآيات والأحاديث التي جاء إطلاق الإيمان عليها: هذا الإطلاق مجاز، ويؤولون الإطلاق، وبالتالي هل الفرق حقيقي أم صوري؟ فمثلاً عندما نقول: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ))[البقرة:143]، أي: ليضيع صلاتكم؛ لأن سبب نزول النص الصلاة، لكن يقولون: إطلاق الإيمان على الصلاة مجاز، ولا بد أن نؤوله ونقول: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ)، أي: لازم إيمانكم، أو ثمرة إيمانكم، أو نتيجة إيمانكم؛ لأنه لو أقر أنها إيمان لكان من أهل السنة والجماعة .إذاً: هم يؤولون الآيات والأحاديث التي تطلق اسم الإيمان على الأعمال، وكذلك يؤولون الآيات والأحاديث التي فيها الزيادة والنقصان، فهذا التأويل وقولهم: بأن هذا مجاز، خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة ، وبالتالي فيثبت أيضاً أن الخلاف حقيقي وليس صورياً أو لفظياً.