النوع الثاني: الكبائر، فهل تكفر المصائب الكبائر أم لا تكفرها؟ الصحيح الذي عليه
أهل السنة والجماعة أن المصائب تكفر الكبائر، يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا: (يجوز عندهم)، ومعنى الجواز أن المسألة ليست مطلقة، فلا نقول: إنه لا يدخل النار أحد من أهل الكبائر مطلقاً، ولا نقول: لا بد من أن يدخل النار كل أهل الكبائر، وإنما نقول: الواقع أن الله سبحانه وتعالى يعذب بعضهم وقد يعفو عن بعضهم. أما الذين يقولون: يجوز أن لا يدخل النار من أهل الكبائر أحد فهؤلاء هم
المرجئة ، وقولهم مردود. والذين قالوا: إن كل أهل الكبائر سيدخلون النار ولن يبقى منهم هم
الخوارج وأهل الغلو. فهنا يقول
شيخ الإسلام رحمه الله: (يجوز عندهم -يعني: عند
أهل السنة والجماعة - أن صاحب الكبيرة يدخله الله الجنة بلا عذاب، إما لحسنات تمحو كبيرته) وهذا ما تقدم في المبحث الماضي (وإما لمصائب كفرتها عنه) وإما لغير ذلك من أنواع التكفير بالخطايا كما تقدم، فلا إشكال -إن شاء الله- في أن الكبائر تكفر بالمصائب؛ لعموم ما ذكرنا من الأدلة، كالهم والوصب والحزن حتى الشوكة يشاكها، فهذه المكفرات تدخل فيها أيضاً الكبائر ولا شك في هذا.