وهناك من عارض آيات ونصوص وأدلة تنزيه الله تبارك وتعالى كقوله: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ))[الشورى:11]، وقوله: (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ))[الإخلاص:4]، وقوله: (( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ))[مريم:65] وما أشبهها؛ عارضها بالآيات التي تثبت لله تعالى الصفات العلى؛ كقوله تعالى: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ))[طه:5]، ولا تعارض بينها، فيأتي الذين يتوهمون هذا التعارض -كما فعل نفاة الصفات- ويقولون: إن قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) يدل على أنه لم يستو على العرش، فنؤول آيات الاستواء، ونجعل العمدة والأصل قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، فنقول: لا، استوى على العرش كما أخبر، وليس كمثله شيء كما أخبر، وليس هناك تعارض والحمد لله، وأما هم فيجعلونها متعارضة.
وفي مقابل هؤلاء يأتي الممثلة أو المشبهة فيثبتون لله عز وجل من الصفات كما هي في حق المخلوق، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وينكرون و ينفون دلالة قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ).. وقس على ذلك في بقية أمور العقيدة والإيمان.