المرتبة الأولى: تباين المعطوفين
[أعلاها أن يكونا متباينين] والتباين هو الاختلاف الكبير الذي ليس فيه تلازم. قال: [ليس أحد المعطوفان هو الآخر، ولا جزءاً منه، ولا بينهما تلازم] أي: فهما ذاتان مختلفتان تماماً، وإنما يذكر هذا ثم يعطف عليه ذلك. [كقوله تعالى: ((خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ))[الأنعام:1]] فالأرض غير السماء، وليست جزءاً من السماء ولا بينهما وبين السماء تلازم، بل هي ذات أخرى منفصلة تماماً، وكذلك عطف النور على الظلمات، فالنور ليس هو الظلمات، ولا هو جزءاً منها، ولا بينهما أي تلازم، فالتغاير بينهما واضح جداً.ومنه قول الله تعالى: [(( وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ))[آل عمران:3]. وهذا هو الغالب] أي: في كلام العرب أنهم إذا عطفوا شيئاً على شيء فهذا دليل على أنهما متغايران، كأن تقول: اشتريت البيت والسيارة، فالسيارة غير البيت، وكذلك قولك: جاءت المرأة والرجل، فالمرأة غير الرجل، أو رأيت الطالب والمدرس وهكذا، فأكثر كلام الناس في هذا يدل على التغاير، وأعلى درجات التغاير هي التباين بين الذاتين.