الدليل الرابع عند
الرازي أن هؤلاء المحدثين يجرحون الرواة بأقل العلل؛ فبمجرد أن الراوي كان مائلاً إلى
علي ترد روايته، وهذا غير صحيح؛ لأن العلماء لا يقولون هذا، بل يقولون: إذا كان رافضياً ترد روايته أما مجرد أنه كان مائلاً لـ
علي فلا يردون روايته، وكان
معبد الجهني يقول بالقدر فلا تقبل رويته، ثم قال
الرازي -بتعبير سيء-: (فما كان فيهم عاقل يقول: إنه وصف الله تعالى بما يبطل إلاهيته وربوبيته فلا تقبل روايته، إن هذا لمن العجائب) يعني أنه إذا أتى واحد بحديث كحديث (
ينزل ربنا…) إلى آخره. فيجب أن نقول عند
الرازي : هذا مثل
معبد الجهني ؛ لأنك تروي شيئاً منفياً عن الله في ربوبيته؛ لأنه يلزم من النزول التحيز والفراغ والانتقال والأشياء التي في ذهن
الرازي وأمثاله، فإذا روى الراوي حديثاً في هذه الأمور فإننا نرده مثل ما نرد حديث
معبد الجهني الذي يقول في القدر ما لا يليق بالله تعالى، فانظر كيف تُركب الشبهة، والجواب عليها سهل، وهو أن يقول القائل: أنا لا أثبت شيئاً مما تلزمني به، فإنما أنا ناقل، وهذا الإلزام إنما يلزم به المتكلم بهذه النصوص وهو الله ورسوله، فالطعن في النصوص إنما هو طعن في الله وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.