الدليل الثاني عشر: قوله تعالى: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63]، يقول ابن القيم رحمه الله: (وهذا يعم كل مخالف بلغه أمره صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة) وليس هذا خاصاً بحياته صلى الله عليه وسلم، فإذا أمر في حياته، أو من بلغه ذلك بعد مماته بأمر؛ فإن من خالفه يدخل تحت هذا الوعيد أن تصيبه فتنه، أو يصيبه عذاب أليم؛ لمخالفته أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول: (ولو كان ما بلغه لم يفده علماً لما كان متعرضاً لمخالفة ما لا يفيد علماً للفتنة والعذاب الأليم) وإنما يكون العذاب وتكون الفتنة لمن بلغه ما يفيد العلم؛ فتكون الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيدة للعلم إذاً.