قال: (الدليل السادس: قوله تعالى: (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[النحل:43]) فالله تبارك وتعالى أمر الخلق فيما لا يعلمون أن يسألوا عنه أهل الذكر، فلو فرض أن أهل الذكر في مدينة أو بلدة كان رجلاً واحداً؛ لقامت بذلك حجة الله، أو اثنين أو ثلاثة، فيقال للمخالفين: فمن أين جئتم بشرط التواتر، هذا هو وجه الاستدلال، إذا تقوم الحجة بعالم واحد.
فلو أنك سألت هذا العالم عن أمر فأفتاك وأبلغك عن الله ورسوله لكنت ممن عمل بهذه الآية: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)، فتقول: أنا سألت أهل الذكر، فقد سألت فلاناً وهو عالم موثوق مؤتمن في دينه وعلمه، وقد أفتاني بكذا، فلولا أن خبر الواحد وفتواه تفيد أن العلم لما أمكن أن يعمل الإنسان بهذه الآية إلا إذا صار أهل الذكر بعدد التواتر إما مائة، وإما أربعون، وإما سبعون إلى آخر ما قالوا.