المادة    
قال المصنف رحمه الله:
[ثم تكلموا في النبوة والشرائع، والأمر والنهي، والوعد والوعيد].
الشرح:
الوعد يكون بالخير، والوعيد يكون بالشر، والمعتزلة جعلوا الوعد والوعيد أصلاً من أصولهم الخمسة، وقد جعلوها خمسة باعتبار المخالفين.
وقد قال القاضي عبد الجبار في كتابه الأصول الخمسة: "وأما من خالف في الوعد والوعيد، وقال: إنه سبحانه وتعالى ما وعد المطيعين بالثواب، ولا توعد العاصي بالعقاب ألبته؛ فإنه يكون كافراً" يرد المعتزلة بذلك على من قال: إن الله لم يعد المؤمن بالثواب، ولم يتوعد العاصي بالعقاب، ونحن لا نعلم طائفة بعينها من الأمة قالت: إنه لا وعد ولا وعيد، حتى أن أهل الأديان والملل السابقة يعلمون أن الإنسان ذا الفضل والإيمان موعود بالخير، وأن المجرم الشرير والكافر متوعد بالشر والعقاب، أما المعتزلة فيقولون: إن هناك فرقة قالت بذلك، وربما كانت هذه الفرقة هي من الفلاسفة، وبالذات من فلاسفة الهند وما والاها.