المادة    
  1. أثر النخعي: (كانوا يستحبون أن يجهدوا عند الموت...)

    وقال النخعي: كانوا يستحبون أن يجهدوا عند الموت -إذاً بهذا الاعتبار- وكان بعضهم يخشى من تشديد الموت أن يفتن. لأنه عياذاً بالله قد يدفعه ذلك إلى الضجر فيفتن، وخاصة إذا أتاه الشيطان، نسأل الله أن يعصمنا وإياكم من شره ويعيذنا من فتنته.
    يقول: (وإذا أراد الله أن يهون على العبد الموت هونه عليه).
    وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان من الله وكرامة، فليس شيءٌ أحب إليه مما أمامه، وأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ).
  2. أثر ابن مسعود: (إذا جاء ملك الموت...)

    قال ابن مسعود : [ إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال له: إن ربك يقرؤك السلام ].
  3. أثر محمد بن كعب: (يقول له ملك الموت: السلام عليك...)

    وقال محمد بن كعب : [ يقول له ملك الموت: السلام عليك يا ولي الله! الله يقرؤك السلام، ثم قرأ: (( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))[النحل:32] ].
  4. أثر عمر بن عبد العزيز: (ما أحب أن تهون علي سكرات الموت...)

    قال عمر بن عبد العزيز : [ ما أحب أن تهون علي سكرات الموت، إنه لآخر ما يكفر به عن المؤمن ]. فهو نظر من هذا الملحظ، أي: فما دام أن هذا الألم هو آخر شيء يألم به المؤمن، وما بعدها إلا البشرى، قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ))[فصلت:30]، وبالتالي فلا يوجد خوف أبداً، فآخر ألم وأذى، وآخر ما يتعرض له مما يكره هو ذلك.
    فإذاً لو أنه اشتدت عليه السكرات، وتحمل كثيراً من الأذى والألم، فهو زيادة في رفع الدرجة أو في التكفير من الخطايا، فهذا ملحظ لبعض السلف لا الكل، وهي وجهة نظر يراها بعضهم.
  5. أثر زيد بن أسلم: (تأتي الملائكة للمؤمن ...)

    وقال زيد بن أسلم : [ تأتي الملائكة للمؤمن إذا احتضر وتقول له: لا تخف مما أنت قادم عليه، فيُذهب الله خوفه، وتقول: ولا تحزن على الدنيا وأهلها وأبشر بالجنة ].
    فقوله: (أن لا تخافوا) أي: مما أمامكم، (ولا تحزنوا)، أي: على ما وراءكم، (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) قال: فيموت وقد جاءته البشرى.
  6. حديث عبد الله بن عمرو: (إن الله أظن بموت عبده المؤمن...)

    وخرج البزار من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله أضن بموت عبده المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على فراشه ).
  7. حديث زيد بن أسلم: (إن لله عباداً هم أهل المعافاة...)

    وقال زيد بن أسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله عباداً هم أهل المعافاة في الدنيا والآخرة ).
  8. أثر ثابت البناني: (إن لله عباداً يظن بهم ...)

    وقال ثابت البناني : [ إن لله عباداً يظن بهم في الدنيا عن القتل والأوجاع، يطيل الله أعمارهم، ويحسن أرزاقهم، ويميتهم على فرشهم، ويطبعهم بطابع الشهداء ]. عدة روايات، وفي الحديث الآخر: ( إن لله ظنائن من خلقه يأبى بهم عن البلاء، يحييهم في عافية ويميتهم في عافية، ويدخلهم الجنة في عافية ) فهذا نوع آخر، أي: اصطفاء من الله تبارك وتعالى لنوع من الناس فلا يؤذى، ولكنه كما قال الشاعر:
    تمشي رويداً             وتجي في الأول
  9. أثر ابن مسعود: (إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن)

    وقال ابن مسعود وغيره: [ إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن ]. وموت الفجأة ليس في ذاته دليل على أن هذا مؤمن أو أنه فاجر، وإنما هو راحة للمؤمن من سكرات الموت، إذ إن الله عافاه وأراحه فجأةً، وإن كان منافقاً فاجراً فقد اخترمته المنية ولم يمهل ليتوب.
    إذاً: حتى موت الفجأة له محملان: فهو في حق هذا فيه خير، وفي حق هذا غير ذلك، لكن عموماً السلف لهم ملحظين: فمنهم من لاحظ أن هذا تخفيف، وهو آخر ما يبتلى به المؤمن، فأحب ذلك ولم يكرهه؛ لأنه يعلم أنه يتعب مهما اشتد التعب، ويكون بعده البشرى والراحة التي لا تعب بعدها، فنظر إلى ما بعد ذلك فهان عليه ما قبله، لكن الآخرون قالوا: نحن لا نريد هذه الشدة، ونخاف أن نفتن، ونسأل الله العافية، ونسأل الله التخفيف، فنظروا إلى الأصل الذي نعرفه جميعاً.
  10. أثر أبي ثعلبة الخشني: (إني لأرجو أن لا يخنقني...)

    ولهذا يقول أبو ثعلبة الخشني : [ إني لأرجو أن لا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت ]. وكان ليلة في داره فسمعوه ينادي: يا عبد الرحمن ! وكان عبد الرحمن قد قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى مسجد بيته فصلى فقبض وهو ساجد، والشاهد أن الله تعالى استجاب دعاءه ولم يخنق أو يتعب، وقبض جماعة من السلف في الصلاة وهم سجود، وكان بعضهم يقول لأصحابه: إني لا أموت موتكم، ولكن أدعى فأجيب. وهذه من الكرامات، وكان يوماً قاعداً مع أصحابه فقال: لبيك ثم خر ميتاً، وكان بعضهم جالساً مع أصحابه، فسمعوا صوتاً يقول: يا فلان! أجب، فهذه والله آخر ساعتك من الدنيا، فوثب فقال: هذا والله منادي الموت، فودع أصحابه وسلم عليهم، ثم انطلق نحو الصوت وهو يقول: سلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.