وفي الجانب الآخر وجدوا متنفساً لهم، وخاصة غير المتدينين منهم في الفكر الشعوبي، والمفاخرة الشعوبية، والعجب أن بقية المسلمين في المقابل لم يلتفتوا إلى هذا، ولم يفاخروا باسم العرب والعروبة، وإنما كان العربي منهم والعجمي يردون ويحاربون الشعوبيين ويعتقدون جميعاً أن الشعوبيين زنادقة؛ ولهذا فأكثر ما يسمون: الزنادقة، وقليل ما يسمون الشعوبية؛ وإنما يسمون: الزنادقة، وإلى الآن
والقوميون العرب زنادقة؛ فلا يؤمنون بالإسلام، ولا يتدينون به، حتى ولو كان الواحد في ذاته يصلي، فبعض القوميين يصلي في ذاته، ويحب أن يصلي، لكن فكرته، وولاءه، وبراءته، وحياته، ومنهجه غير قائم على الدين.. فهؤلاء حوربوا من قبل المسلمين باسم الزنادقة، والذين قتلهم
المهدي كانوا زنادقة، وقتلهم تحت شعار الزندقة.