المادة    
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة الفرقان: (وكذلك -أي: كما تقدم في موضوع ولاية الكافر- من لا يصح إيمانه وعباداته؛ وإن قدر أنه لا إثم عليه مثل: أطفال الكفار، ومن لم تبلغه الدعوة).
يعني: أن أطفال الكفار -وإن قلنا: إنهم غير مؤاخذين كما في أحكام الدنيا، ومعلوم الخلاف فيهم في الآخرة- غير الكفار البالغين، ومع ذلك فحتى هؤلاء لا تدعى لهم الولاية، وكذلك من لم تبلغه الدعوة من الرهبان الذين يتعبدون ولديهم معرفة، وأحوال، وزهد، وعبادات وغيرهم؛ كل هؤلاء لا يكونون أولياء لله، وإن كانوا معذورين من جهة أنهم لم تبلغهم الرسالة، وغاية ما في الأمر أن الواحد منهم معذور، والمعذور غير المأجور، فهناك فرق بين أن نقول: إنه معذور؛ وبين أن نقول: إنه مأجور، أو إنه ولي لله، فلا يكون أحد من هؤلاء ولياً لله: لا الكافر، ولا الطفل الكافر، ولا من لم تبلغه الدعوة.