ولو سأل سائل: لماذا وصل المتكلمون إلى هذه النتيجة؟ فالجواب: أن هذا حصل بتأثير علم الكلام، وبتأثير علم المنطق الذي قال فيه
شيخ الإسلام : لا يحتاج إليه الذكي، ولا يستفيد منه البليد، فأهم مبحث عند المناطقة هو مبحث الحد، فالتعريف يسمونه: الحد، فهم من أجل أن يعرفوا الإيمان استخدموا الأساليب المنطقية في أننا نعرفه بالنوع والجنس، وأننا نعرفه بالذاتيات لا بالعرضيات، والذاتيات بالنسبة للإيمان هي: التصديق فقط، وأما الأعمال فجعلوها من العرضيات، وهذه هي الشبهة المنطقية التي أوقعتهم في هذا، فأصبح مذهب
الماتريدية ومذهب
الأشعرية في النهاية شيئاً واحداً، فمن قرأ لهؤلاء وقرأ لهؤلاء في هذا الموضوع فإنه لا يكاد يجد فرقاً، وما كتب من فروق بين المذهبين فأكثرها فروق كلامية، وليست من الأمور المنصوص عليها.فالمذهب الثاني هو الذي تحول في النهاية وأصبح جزءاً من المذهب الذي رد عليه الشيخ رحمه الله تعالى، فذكر المذهب الأول وأنه مذهب الأئمة الثلاثة، والمذهب الثاني -كما قال-: مذهب
الطحاوي وكثير من أصحابهم، وهذا المذهب نفسه هو الذي غيره المتكلمون ومنهم
أبو منصور الماتريدي ، ولهذا ذكر في النهاية أن
أبا المعين النسفي في
تبصرة الأدلة ذكر أقوالاً أخرى.