المادة    
وقد ذكر رحمه الله تعالى رواية: (عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟ ) )، فهذا الحديث ورد بشأن المرض خاصة، فبعض الناس يألم ولا يريد أن يمرض ولا يحب ذلك، مع أننا لا نسأل الله عز وجل إلا العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فسؤال العافية ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا مرض العبد وجب عليه أن يتقبل ذلك بصدر رحب، وأن يوقن بما وعد الله تبارك وتعالى به المؤمنين بهذا الشيء.
( ( فقالوا: كلنا يا رسول الله. قال: أتحبون أن تكونوا كالحمير الضالة -وفي لفظ: قال: الصَّيالة-؟! ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات؟! والذي نفسي بيده! إن الله ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلا لكرامته عليه، وإن العبد لتكون له الدرجة في الجنة لا يبلغها بشيء من عمله حتى يبتليه بالبلاء ليبلغ به تلك الدرجة ) ).
فقد يكون لك درجة لا يبلغك إياها عملك، والله تبارك وتعالى يريد أن يتفضل عليك ويبلغك إياها، فيبتليك بما تكره من أذى في نفسك أو في أهلك ومالك، فتصبر وتحتسب فيكتب لك الأجر وترقى إلى تلك الدرجة، فانظر إلى فضل الله تبارك وتعالى؟! فبعد هذا هل يكره المؤمن بلاء الله عز وجل؟! إننا لا نكرهه من جهة أنه من عند الله؛ إذ هناك فرق بين القضاء والمقضي، أو بين القدر والمقدور، فالمقدور أو المقضي هو الألم والمصيبة، وهذه نكرهها بطبيعتنا البشرية، نكرهها من جهة أنها مؤلمة لأنفسنا وبسبب ذنوبنا، أي: نكره هذا لأننا نكره ذنوبنا التي سببت هذا، لكن من جهة أنها من عند الله وأن الله تبارك وتعالى يرفع بها الدرجة ويحط بها الخطيئة نحبها ونرضى بها.
  1. منهج أهل السنة في التعامل مع البلاء