المادة    
لقد أضاف الشيخ هنا عبارة عظيمة جداً وهي: (ويحببونه إلى خلقه)، كثير من الدعاة ومن طلاب العلم ينسى هذا المعنى، يقول: أنا أحب الله ويكتفي، لا تبغض الله تعالى إلى الخلق، حبب الله إلى الخلق، بالرفق، باللين، بالنصح، بحسن المعاملة مع الخلق، فإذا أحب الناس هذا المخلوق ورأوا أنه يدعو إلى الله، أنه عالم، أنه مفت، أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ففيه صفة من صفات أولياء الله؛ لأن أعماله من الأعمال التي تقرب إلى الله، وعاملهم بالمعاملة اللينة الحسنة التي يحبونها، هذا من غير تنازل أو تهاون أو مداهنة في الدين، ليس هذا هو المقصود، إنما عاملهم بذلك فأحبوا الذي يتدين له هذا العبد -وهو الله عز وجل- فهو عندما يقوم بأي معاملة أو قضية لشخص، قال: ما خدمني في قضيتي إلا واحد ما شاء الله وهو إنسان فيه خير ومستقيم وطالب علم. فهذا يحب الدين، ويحب الله الذي يحبه هؤلاء المتدينون.
إذاً: يحببونه إلى خلقه، ومن تحبيب الله إلى الخلق التذكير بنعم الله ولهذا نوصي إخواننا في خطب الجمعة وفي المواعظ، من الحكمة فيها أن تكون من موضوعاتها، أو مما تستفتح به تحبيب الله إلى الخلق، وبيان نعم الله عليهم، وتذكيرهم بها، فإذا ذكرتهم بنعم الله عليهم؛ أحبوا الله، واستشعروا التقصير والتفريط، وأنه لا يليق بالإنسان أن يقابل هذه النعم بتلك المعاصي والذنوب، مع التخويف أيضاً والوعيد، لكن هذا جانب قد يغفل عنه، فتجد كثيراً من الوعاظ يقول مثلاً: هذا حرام، والله تعالى توعد عليه بكذا، وهذا حرام ومن فعله فقد توعده بكذا! وينسى الجانب الآخر، وهو أن يذكّر الناس بالنعم، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( جبلت النفوس على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها ).
إذاً: أنت أيها الداعية علم الناس أن الله تعالى أحسن إليهم بنعم عظيمة جداً، فإذا عرفوا ذلك أحبوا الله، فلذلك يجب علينا جميعاً أن نكون ممن بخلقه وبتعامله يحبب الله إلى الخلق.