المادة    
الناس مع الطائفة المنصورة على قسمين:
الأول: أعداء؛ فهؤلاء يقاتلون.
الثاني: مُقِرَّون وموافقون للطائفة المنصورة، لكنهم يخذلونهم ولا يعاونونهم، فهاتان ليستا من الطائفة المنصورة.
الطائفة المنصورة: تدعو، وتأمر، وتنهى، وتجاهد، فمن خذلهم فليس منهم، ومن قاتلهم فهذا عدوهم مستحيل أن يكون منهم.
وقد قرأنا العقبات السبع من كلام ابن القيم رحمه الله، العقبة السابعة: عقبة المراغمة -أي: الجهاد- لا بد منه، فعندما ذكر العقبات وأن كثيراً من الناس يتركها ويتجاوزها، ومنها: عقبة الشرك، فالحمد لله كثير من المسلمين لا يشرك بالله.
كذلك: عقبة الكبائر، يوجد لله عباد لا يرتكبون الكبائر، لكن العقبة التي لا يستطيع أحد أن يتداركها أو يتجاوزها: عقبة المراغمة، لا بد أن يسلط الله تبارك وتعالى عليه من يعاديه ومن يؤذيه.
ولهذا يذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد قصة سلمان الفارسي ، عندما قال له أبوه: (إما أن تعود إلى ديننا وإلا فالقيد)، فقال: (هذا الجواب هو جواب الأمم لأنبيائهم من قديم، قال: وهو الجواب الذي خوطب به الإمام أحمد عندما رفض القول بخلق القرآن، وهو الجواب الذي قيل لـابن تيمية شيخنا شيخ الإسلام رحمه الله. ثم يقول: وهو الجواب الذي قيل لنا).
هذا لابد منه، هذا هو الجواب الأخير، إما أن يعود في ملتهم وإما أن يناله من الأذى ما يستطيعون؛ رجماً، أو طرداً، أو إخراجاً، أو أذى، وربما وصل الحال إلى ما فعله أصحاب الأخدود، وهذا شيء عجيب، وحالة نادرة أن يصل الأمر إلى أن يحرق المؤمنون، يجمعون جميعاً فيحرقون بالنار وينتهي الأمر، ويرجع الملك إلى ملكه، وتبقى الأمور مستمرة، سبحان الله! ولكن حكمة الله سبحانه وتعالى لا بد من هذا، كما قال: (( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ))[المائدة:54].
ولاحظوا سبحان الله! قوله تعالى: (( وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ))[المائدة:54] فيه معانٍ حكيمة وعجيبة، وكل القرآن فيه ذلك لمن تدبره وتأمله، لكن قال: (( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))[المائدة:54] كلها صفات معروفة لا بد منها، وهي ضرورية للإنسان المستخلف الذي يريد أن يمكنه الله تبارك وتعالى، وأن ينصر بها دينه.
  1. عدم الخوف من لوم اللائمين

  2. وجه كون المسلم لا يخاف في الله لومة لائم

  3. انحراف الصوفية في مفهوم قوله تعالى: (ولا يخافون لومة لائم)

  4. المفهوم الصحيح لقوله تعالى: (ولا يخافون لومة لائم)

  5. حتمية مصاحبة المشقة واللوم للحب