قال الشيخ بعد ذلك: (ومن ثمرات هذا الاختلاف)، وبقوله: ومن ثمرات هذا الاختلاف يكون قد أنهى الموضوع المتعلق بالخلاف بين
أهل السنة والجماعة وبين
مرجئة الفقهاء أو
مرجئة الحنفية ، وختمه بما يشعر ويوحي بأن الإمام
أبا حنيفة رحمه الله قد رجع عن مذهبه، وهذا هو اللائق به؛ أن يرجع عن مذهبه المشهور باسمه إلى قول
أهل السنة والجماعة من التفريق بين الإسلام والإيمان، والقول بزيادة الإيمان ونقصانه، وأن الإيمان قول وعمل، هذا هو اللائق به وبكل أئمة الإسلام فلا يقدمون بين يدي الله ورسوله، ولا يعارضون شيئاً ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيهم؛ ولهذا قال: (بم أجيبه وهو يحدثني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!) أي: لا يوجد جواب، وهذا كما قال الإمام
الشافعي رحمه الله تعالى لما سئل فأجاب بحديث، فقيل له: (فما رأيك أنت؟ قال: أتراني في كنيسة! أترى عليَّ زنار! أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول: فما رأيك أنت؟!) أي: أنه لا يمكن أن يكون لأحد من الأئمة رأي مع الحديث إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا نكون قد انتهينا من هذه المسألة.