المادة    
‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
... والحديث كما تقدم أخرجه الإمام العلامة المصنف عبد الرزاق الصنعاني ، وكذلك أخرجه الإمام -تلميذه- أحمد رضي الله تعالى عنهما، والحديث رجاله ثقات بلا ريب؛ فقد رواه عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن عمرو بن عبسة ، والمأخذ الوحيد الذي ربما يؤدي إلى الحكم عليه بالضعف هو الانقطاع، فيحتمل أن يكون التابعي أبو قلابة لم يلق الصحابي عمرو بن عبسة رضي الله تعالى عنه، وأما رجاله فكلهم أئمة معروفون، ولهذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رجاله ثقات، لكن هذا القول لا يتضمن نفي الانقطاع.
وهنا تنبيه: ذكر الشيخ الأرناؤوط والدكتور عبد الله التركي أن الشيخ الألباني رحمه الله قال فيه: (متفق عليه من حديث أبي موسى)، مع أن الحديث المتفق عليه هو قوله صلى الله عليه وسلم: ( أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده ) فقط، فالشيخ الألباني رحمه الله ربما نقل له أول الحديث وخرجه ولم يتنبه إلى آخره، والمقصود هنا في قصة الإمام أبي حنيفة ليس هذا فقط، وإنما المقصود الحديث الطويل الذي قال في آخره: (قال بعض الأصحاب لـأبي حنيفة : ألا تجيبه يا أبا حنيفة ؟! فقال: بم أجيبه وهو يحدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!) والحديث في أوله: ( ما الإسلام؟ قال: أن تسلم قلبك لله عز وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك ).
وهذا قريب من رواية الصحيحين ، ثم قال: ( فأي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان )، وهذا بخلاف الحديث الذي في الصحيحين من رواية أبي موسى ؛ لأن فيه: ( أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده )، ثم أكمل بعد ذلك فقال: ( ما الإيمان؟ )، ثم قال: ( أي الإيمان أفضل؟ ) .. إلخ الحديث، وقد مر.