المادة    
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومما يسأل عنه أنه إذا كان ما أوجبه الله من الأعمال الظاهرة أكثر من هذه الخمس، فلماذا كانت أركان الإسلام هذه الخمس؟ وقد أجاب بعض الناس بأن هذه أظهر شعائر الإسلام وأعظمها، وبقيام العبد بها يتم إسلامه، وتركه لها يشعر بانحلال قيد انقياده) والذي قال هذا الكلام ذكره في فتح الباري في كتاب الإيمان في شرح حديث جبريل، لكن شيخ الإسلام رحمه الله لم يقره وأظن -والله أعلم- أن شيخ الإسلام تعمد أن لا يذكر اسمه لفضله ومكانته، وما أراد أن يخطئه، وهذا من تأدبه رحمه الله.
ثم قال: (والتحقيق ليس الجواب هذا بسديد).
فالسؤال أنه لماذا ذكرت هذه الخمسة الأركان في حديث جبريل وحدها؟ فكأنه يقول لماذا كانت هي أعظم الشعائر، فعندما يجاب بأنه ذكرها؛ لأنها أعظم الشعائر وأظهرها كانت الإجابة هي نفس السؤال ولا جديد في هذا الجواب، والسؤال لا يزال وارداً، وهو أن يقال: لم كانت هذه هي أعظم الشعائر، مع وجود شعائر غيرها، فلِمَ لم يذكرها؟ فكأن هذا الجواب غير كافٍ ولا شافٍ.
ثم بين الشيخ أن التحقيق أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدين الذي هو استسلام العبد لربه مطلقاً، لأنه في آخر حديث جبريل قال: ( أتاكم يعلمكم دينكم )، فالمقصود به هو الدين، والدين هو استسلام العبد لربه مطلقاً، فهو الذي تجب له العبادة.
  1. الواجب العيني والكفائي