المادة    
‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
يقول ابن تيمية رحمه الله: (الرابع: إن من الناس من يقول: الإيمان أصله في اللغة من الأمن الذي هو ضد الخوف) أي: أن المرجئ منازع في دعوى أن الإيمان في اللغة هو التصديق، ومنازع أيضاً بوجود من قال من أهل اللغة والمعرفة أن الإيمان من الأمن وليس من التصديق، فيكون ضده الخوف، والدليل عليه أنه إذا قالت العرب: آمن فلان أي: دخل في الأمن، كما يقال: أنجد. أي: دخل نجداً، وأشأم. دخل الشام ، فإذاً آمن دخل الأمن.
وقال رحمه الله: (وأنشدوا) ولم يذكر الشاهد، فإما أن شيخ الإسلام رحمه الله ترك الموضوع بياضاً حتى يراجع كتب اللغة أو أنه كتبه فطمس أو سقط من الورقة، والغالب أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يكمل الشاهد حتى يبحث عنه، وعليه فإن الإيمان له معنىً آخر في اللغة غير معنى التصديق.