يقول: إن
ابن المبارك قال: صعدت إلى جبل
لبنان فإذا رجل قد اتزر بالخشوع، فلما رآني توارى بشجرة، فناشدته فظهر فقلت: إنكم تصبرون على الوحدة، يعني: كيف تعيشون في وحدة في هذه الجبال؟ قال: فأنشأ يقول:
يا حبيب القلوب مالي سواك ارحم اليوم مذنباً قـد أتاكاأنت سؤلي ومنيتي ومرادي قد أبى القلب أن يحب سواكاليس سؤلي من الجنان نعيم غير أني أريـدها لأراكايخاطب الله بأنه لا يريد من الجنة إلا أن يراه فقط، وهو هائم في هذه الصحراء، وما هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة، وإنما جاهدوا في الله حق جهاده وهم بين ظهراني الناس، ودعوا إلى الله، وسألوا الله الجنة واستعاذوا به من النار. قال: ثم غاب عني فتعاهدت ذلك الوضع سنة لأقع عليه فلم أره، فلقيني غلام
أبي سليمان الداراني -عابد
الشام المشهور- فسألته عنه فبكى وقال: واشوقاه إلى نظرة أخرى منه، ذلك
عباس المجنون ! يأكل في كل شهر مرتين من ثمار الشجر ونبات الأرض! فهل هكذا عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! يقول: ويتعبد هكذا منذ ستين سنة، وهو على هذه الحالة هذه المدة. عباد
النصارى ورهبانهم وعباد
الهندوس يفعلون مثل هذا وأكثر منه، فـ
العبرة ليست بالاجتهاد في العبادة، وإنما العبرة بالاتباع للسنة، لحديث: (
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).