وبقي أن نقول: هل الانتفاع يؤثر في حق كل أحد أم هو مخصوص؟وجواب ذلك أن نعيد ما قلناه فيما سبق بالنسبة لأقسام الذنوب.فالذنب الأول الذي هو الشرك لا ينتفع صاحبه بما يهدى إليه من عمل؛ لأن المشرك لا تنفعه القربات والطاعات التي يعملها بنفسه، فكيف تنفعه قربة من غيره؟! وقد قال تعالى: ((
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ))[الفرقان:23]، ولأن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فلا يمكن أن تحصل الفائدة للمشرك.فالذي ينتفع هم أصحاب الذنوب التي هي دون الكفر، ومنهم أصحاب الكبائر وأصحاب الصغائر.