1- لا إله والحياة مادة:
ومضمونه إنكار وجود الله وتكذيب الأنبياء جميعاً، والكفر بكل العقائد الدينية والأخلاق المستمدة منها، وإخضاع الحياة الإنسانية لقوانين الاجتماع الحيواني، وقوانين المادة الصماء.
2- التفسير المادي للتاريخ:
تعتقد الشيوعية -بناء على حيوانية الإنسان- أن البحث عن الطعام هو دافع الإنسان الوحيد لكل عمل وفكرة، وأن أديان الناس وأخلاقهم ما هي إلا انعكاس لوضعهم الاقتصادي. وقسمت تاريخ الإنسانية إلى خمس مراحل حتمية:
1- مرحلة الشيوعية الأولى.
2- مرحلة الرق.
3- مرحلة الإقطاع.
4- مرحلة الرأسمالية .
5- مرحلة الشيوعية الماركسية، التي سوف تسود العالم كله حتماً كما يزعمون.
3- أن الواقع هو الذي ينشئ الفكرة وليس العكس:
وتطبيق ذلك: أن كل مرحلة من المراحل الخمس تنشئ عند الناس عقائد وأفكاراً هي انعكاس ونتيجة لذلك الوضع الاقتصادي وتلك المرحلة، وهذا -كما تزعم- أمر حتمي لا مفر منه ولا نقاش فيه.
فمثلاً: مرحلة الإقطاع لها دينها الحتمي وأخلاقها الحتمية، كالإيمان بالدين، والمحافظة على العرض وترابط الأسرة. فإذا انتقلت البشرية إلى الرأسمالية وهو أمر حتمي، فمن المحتم أن تكون ملحدة، وأن تكون المرأة عاملة، والأسرة مفككة، كما أن الاستهانة بالعرض هي الخلق الصحيح في هذه المرحلة.
وتطبيقاً لذلك تقرر الشيوعية : أنه من المستحيل أن يوجد مجتمع زراعي بلا دين، ومن المستحيل أن يوجد مجتمع صناعي متدين.
فإذا انتقلت البشرية مستقبلاً إلى الشيوعية -وهذا عند الشيوعيين حتم لا شك فيه- فإنه سيختفي حتماً وجود الدولة، وتختفي تماماً الملكية الفردية، والأسرة، والدين.
وهكذا قرر ماركس، ولكن الواقع أثبت بطلان هذه الحتمية، فإن الثورة الشيوعية قامت في روسيا والصين وهما دولتان زراعيتان لم تمرا بالمرحلة الرأسمالية أبداً. وبريطانيا التي تنبأ ماركس أنها أول دولة ستقوم فيها الشيوعية نظراً لأنها أول دولة اكتملت فيها الرأسمالية، ما تزال حتى اليوم دولة رأسمالية.
هذا فضلاً عن أن العالم -غير أوروبا - لا تنطبق عليه هذه المرحلة والحتميات، فـاليابان -مثلاً- تفوقت صناعياً على كثير من الدول الأوروبية، الرأسمالية منها والشيوعية، ومع ذلك فهي أكثر محافظة على دينها وتقاليدها وعاداتها من كثير من الدول الشرقية الزراعية، فضلاً عن الدول الصناعية.
وألبانيا هي أكثر الدول الأوروبية تخلفاً في كل مجال، ومع ذلك فهي أكثرها تمسكاً بالحرفية الماركسية.
وفي العالم الإسلامي بواكير صحوة إسلامية، تثبت أن بالإمكان بلوغ أعلى مستوى من التقدم الصناعي مع التمسك التام بالإسلام، وهذا من الواجب الذي لا بد للأمة الإسلامية أن تقوم به؛ لأن دينها نفسه يأمرها به.