أنشئت القومية في العالم الإسلامي لغرض تواطأت عليه الصهيونية العالمية والدول الصليبية جميعاً، وهو تمزيق دولة الخلافة العثمانية، وتفكيك رابطة العقيدة الإسلامية تمهيداً لإقامة دولة يهودية وحكومات نصرانية، أو موالين للغرب في الدول العربية.
والثابت تاريخياً أن أول من دعا إلى القومية هم اليهود في تركيا، والنصارى في العالم العربي، ثم انضم إليها أبناء الطوائف الحاقدة، كـالنصيرية، والدروز، والرافضة وبعض المتفرنجين أو المخدوعين من أهل السنة.
وقد ابتدأت الدعوة إلى القومية بتأسيس جمعيات سرية لم تكن في حقيقتها إلا فروعاً للجمعيات الماسونية، وقد قامت هذه الجمعيات تنادي بـالقومية التركية في تركيا، وبـالقومية العربية في الدول العربية في وقت واحد، مع أن كثيراً من دعاتها ليسوا من أصل تركي ولا عربي.
واستطاع القوميون الأتراك بقيادة ( كمال أتاتورك ) الذي لم يكن هو في الأصل تركياً أن يلغوا الخلافة العثمانية، ويبطلوا ما تبقى من أحكام الشريعة الإسلامية، كما ألغوا الحروف العربية حتى أنهم أبطلوا الأذان باللغة العربية وجعلوه بالتركية، واستعاضوا عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وأبطاله العظام بزعماء الوثنية أمثال ( جنكيز خان ) وحفيده ( هولاكو ) الذي دمر بغداد .
وهذا ما حفز دعاة العربية إلى مزيد من التعصب وإثارة الرأي العام للقومية العربية، وقد أثبتت الوثائق التاريخية المنشورة أن كل دعاة القومية من زعماء ومفكرين كانوا على صلة بالدول الاستعمارية لا سيما انجلترا التي خططت لإنشاء جامعة الدول العربية.
ولما لم يكن للقومية عقيدة أو فكرة محددة فقد اندمجت مع تيار الاشتراكية الذي طغى على العالم الإسلامي، منذ قيام الدولة اليهودية بواسطة الانقلابات العسكرية والأحزاب اليسارية.
وأكبر الأحزاب القومية في العالم العربي هو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أسسه ( ميشيل عفلق ) النصراني.
وبهزيمة صفر (1387هـ) (حزيران 1967م) انكشف زيف القومية العربية وأخذت في الانحطاط حتى يصح أن يقال: إنها الآن في حالة احتضار.
فقد تخلت مصر عن فكرة القومية العربية بعد تزعمها لها وعادت إلى الوطنية، كما أخفقت مشروعات الوحدة التي قامت بين بعض الدول العربية، وضعف دور الجامعة العربية حتى كاد يتلاشى، وانتقلت الدول العربية من فكرة الوحدة والاندماج إلى فكرة التعاون أو التكامل الإقليمي.