سبق القول أن الرسل قد جاءوا جميعاً بالتوحيد، ومنهم المسيح عيسى بن مريم الذي بعثه الله إلى بني إسرائيل وأراد أن تكون رسالته حلقة وصل بين الرسالتين العظيمتين:
1- رسالة موسى عليه السلام حيث بعث المسيح في بني إسرائيل خاصة، وجعله مصدقاً للتوراة ومجدداً لشريعته.
2- رسالة محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمةً للعالمين، حيث بشر به المسيح باسمه وصفته، قال الله تعالى: ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ))[الصف:6].
وقد أرسل الله تعالى نبيه عيسى إلى بني إسرائيل بآيات بينات وبراهين باهرات، وأنزل إليه الإنجيل ليحكم بينهم بما أنزل الله فيه، وهكذا كان أتباع المسيح جزءاً من الأمة اليهودية التي كانت أحدث الأمم الخاضعة للحكم الرومي.