التوراة
التوراة اسم الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيه موسى، وهو كسائر الكتب المنزلة، يحتوي على التوحيد والأحكام والأخلاق التي تقوم عليها حياة الناس، وتترتب سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة على اتباعها والالتزام بها.
ولكن اليهود غيروا التوراة ومعانيها، وحرفوا في التوحيد والإيمان كما حرفوا في الشرائع والأحكام، وأدخلوا فيها تاريخهم وأخبارهم في عصور طويلة حتى أصبحت التوراة الموجودة اليوم عبارة عن سرد تاريخي لأحوال بني إسرائيل وحروبهم وملوكهم، فيه كثير من التعطيل والسآمة والتحريف والتهويل.
ومن نماذج ما غيروا وحرفوا في التوراة:
1- تحريف اللفظ، وهو تغيير ما أنزل الله أو الزيادة فيه أو النقص منه.
يقول الله تعالى عن أحبارهم: ((فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً...))[البقرة:79]
2- تحريف المعنى، وهو صرف الكلام عن المعنى المراد إلى معنى آخر غير مراد، يقول تعالى: ((يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ))[النساء:46] ويقول: ((يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ))[المائدة:41]
ومن ذلك: أنهم جعلوا ما في التوراة من تحريم السرقة والربا والزنا والغش خاصاً باليهود فيما بينهم، أما غيرهم فكل ذلك حلال لليهود أن يفعلوه معهم.
3- إظهار بعض وإخفاء بعض، يقول الله تعالى: ((قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً ...))[الأنعام:91]
ومما كتموه وأخفوه علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، والآيات الآمرة بتصديقه والإيمان به.