اليهودية في عهد موسى عليه السلام
كان من قوم موسى عليه السلام أمة مؤمنة، ولكن كثيراً من بني إسرائيل ظهرت انحرافاتهم والتواءاتهم النفسية في عهده عليه السلام، ومن ذلك:
1- أنجاهم الله تعالى من العبودية لفرعون وقومه، وجعل لهم في البحر طريقاً، ثم أطبقه على عدوهم، ومع ذلك لم يقدروا نعمة الله عليهم بالتوحيد والحرية، بل سرعان ما طلبوا العودة إلى الشرك حين رأوا قوماً مشركين، قال تعالى: ((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ))[الأعراف:138].
2- قالوا لنبيهم موسى عليه السلام: ((لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ))[البقرة:55] فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون.
3- أمرهم الله على لسان نبيهم موسى عليه السلام أن يجاهدوا في سبيل الله، ويدخلوا الأرض المقدسة، فرفضوا أمر الله وقالوا: ((فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ))[المائدة:24].
4- أنزل الله عليهم المن والسلوى وهما من ألذ الطعام وأطيبه، ولكنهم طلبوا من موسى أن يدعو ربه يخرج لهم مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها.
5- ذهب موسى ليتلقى التوراة من ربه، وغاب عنهم أربعين ليلة فقط، وعاد فوجدهم يعبدون العجل الذهبي، ويقولون: هذا إلهنا وإله موسى، وعصوا هارون واتبعوا السامري صاحب العجل.
وبعد وفاة موسى عليه السلام تعاقبت عليهم الأنبياء لتردهم إلى الطريق القديم وتقيم فيهم حكم التوراة ولكنهم كفروا بهم، بل وصل بهم العناد إلى بعض أنبيائهم، قال تعالى: ((أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ))[البقرة:87]
وامتدت أيديهم إلى كتاب الله، فحرفوه حتى أدخلوا فيه الشرك والكفر.