تعتقد الشيعة الاثنا عشرية أن ( الحسن العسكري ) هو الإمام الحادي عشر من أئمتهم، وكانوا ينتظرون ابنه ليكون الإمام الثاني عشر، طبقاً للنظام الوراثي المنقول عن الأسرة -كما سبق- ولكن الحسن مات ولم يخلف عقباً، فوقع أقطاب التشيع في حيرة من أمرهم، وأخيراً قرروا اختلاق فكرة الإمام الغائب، زاعمين أن الإمام الثاني عشر هو (محمد بن الحسن العسكري )، ولكنه دخل السرداب في سامراء، وسيخرج آخر الزمن، وهو المهدي المنتظر، وزعموا أنهم نوابه وحجابه في فترة غيابه، ولكن رجلاً مجوسياً إباحياً، يدعى ( محمد بن نصير ) خالفهم في ذلك، وادعى أنه وحده الباب للحسن العسكري، وللمهدي المزعوم، ورفض الآخرون دعواه، فانشق عنهم، وأسس ديناً مستقلاً هو ( النصيرية )، وعاصر ذلك نشأة المؤامرة الباطنية السابق ذكرها، فأصبح النصيريون جزءاً منها.
وكان النصيريون يسمون في عهد الدولة العثمانية: العلي إلهية، أي: (المؤلهون لـعلي ) ولكن الفرنسيين سموهم ( العلوية )، وهم معروفون بولائهم للفرنسيين، كما أن الدروز معروفون بولائهم للإنجليز، أما ولاء الطائفتين كلتيهما لليهود فلا يخفى على أحد.