أصل الباطنية وغايتها
أرسل الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وانتشر الإسلام في بلاد كثيرة، قاضياً بذلك على عقائدها وممالكها وسلطانها، ولذلك رأى بقايا تلك الديانات المنسوخة والممالك المسحوقة -ولا سيما المجوس واليهود- أنه لا بد من التعاون والتخطيط لهدم الإسلام والانتقام منه.
فابتدأوا بتدبير مؤامرة اغتيال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم أحدثوا الفتنة التي تزعمها عبد الله بن سبأ في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما كما سبق.
ولكنهم وجدوا أن الإسلام أقوى من كل المؤامرات، فقرروا تأسيس مذهب أعظم تأثيراً وأشد هدماً من التشيع -وإن كان منطلقاً من أصول التشيع ومتستراً به- فأسسوا مذهب الباطنية ويغلب عليهم تسميتهم بـالإسماعيلية، نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق الذي يزعم أئمتهم الانتساب إليه عقيدة ونسباً.
وقد اشترك في وضع أصول هذا المذهب جماعة من المجوس واليهود والزنادقة معتمدين أساساً على الفلسفة اليونانية مع خليط من الأقطار المجوسية والصابئة .
وقد وضعوا في أوائل القرن الرابع أول كتاب في أصول مذهبهم وهو ( رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا ).
وقد نجح الباطنيون في إقامة دول باطنية كان لها الأثر الكبير في تمزيق الأمة الإسلامية وتهيئتها للاحتلال الصليبي والمغولي، فضلاً عن فساد عقائد الملايين من عامة المسلمين.