أولاً التصوف الغالي:
وهو الذي غلا أصحابه حتى خرجوا من الإسلام بالكلية (أو لم يدخلوه أصلاً، وإنما تلبسوا به ليهدموه أو ليسلموا من عقوبة أهله) وهو اتجاهان رئيسيان:
1- التصوف الفلسفي:
وهو المبني على فلسفة اليونان والهند وأصحابه أقرب شيء إلى الباطنية، وهم يهتمون بالخوض في المباحث الإلهية والكونية على الطريق الفلسفية، ولهذا نجد كتاباتهم تفيض بالمصطلحات الفلسفية، مثل: (العقل الكلي، النفس الكلية، الأعراض، الجواهر، الصورة والهيولي). .
وهم يؤمنون بالاتحاد (اتحاد الخالق بالمخلوق) ووحدة الوجود.
ومن أشهر المنتسبين للإسلام منهم: ابن عربي، وابن الفارض .
2- التصوف الرهباني:
نسبة إلى الرهبانية ويطلق عليه التصوف البوذي وهو المبني على الرياضات والخلوات والمجاهدات والخيالات. وأصحابه أقرب شيء إلى البوذية، وهم يهتمون بالخوض في الوساوس والخطرات وقمع النفس مستخدمين السياحة في الأرض والانقطاع في الفلوات، ويكثرون من الأشعار والقصص والذكر بطريق الرقص والتمايل، كما يهتمون بالخوارق والكرامات، ويستخدمون السحر والجن لذلك.
وعقائد هذا القسم كثيرة، منها: الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ومنها التفويض وهي: (أن الله يفوض تدبير العالم إلى الأقطاب والأولياء).
ومعظم الطرق الصوفية في العالم الإسلامي تنتمي لهذا الاتجاه على تفاوت فيما بينها مع خلطه ببعض ما عند القسم الأول، فالتصوف -كما سبقت الإشارة- ليس فكرة محددة، ولكنه اتجاه واسع وطرق متناقضة، والصوفي يؤمن بمتناقضات كثيرة في آن واحد.
ثانياً: التصوف البدعي:
ينتمي بعض المسلمين قديماً وحديثاً إلى التصوف عن حسن نية، ظناً منهم أنه مجرد اصطلاح يطلق على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المراقبة والمحاسبة، والرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، ولكن يندر وجود من ينتسب إلى التصوف مع الخلو من البدع صغيرة أو كبيرة، وأكثرهم تفسد عقائده في الصفات والقدر، ونظرته للدنيا وغيرها، مما كان له أثر واضح في انحطاط الأمة اعتقاداً وعلماً وحضارة كما سيأتي.
ومما كان صحيح العقيدة والعبادة من المسلمين، فلا يجوز أن ينتسب أو ينسب إلى التصوف ولا إلى غيره، وإنما يكون الانتساب إلى الإسلام والسنة كما أسلفنا.