عبد الله بن سبأ وما أدخله في عقائد الشيعة
وهذا أثر الأسباب السابقة الذكر في عقيدة التشيع:
1- نتيجة الجهل بالإسلام مع بقاء الرواسب المجوسية، وجد في عقيدة الشيعة: (الحلول) وهو أن الله يحل في أحدٍ من خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وقد افتري ذلك في حق علي وروجه عبد الله بن سبأ، حتى أنه لما بلغه قتل علي، قال: (لو جئتمونا بدماغه في صرة ما صدقنا بموته). وقال: (إن المقتول ليس علياً بل شيطان تصور بصورته، أما علي فإنه صعد إلى السماء، وهو يمشي في السحاب، وأن البرق سوطه والرعد صوته، وسوف يرجع إلى الأرض فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً). كما وجدت شعائر مجوسية، مثل الاحتفال بالنيروز.
2- نتيجة الحقد المجوسي استطاع ابن سبأ أن يبذر فيمن استجاب له من الفرس، عداوة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم والطعن فيهم، ولا سيما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الذي فتحت جيوشه بلادهم، وحطمت سلطانهم. وقد اغتاله أحدهم أبو لؤلؤة المجوسي كما هو معلوم.
فأكمل ابن سبأ ما بدأ به من الفتنة، ومقتل عثمان، وطلحة، والزبير، والكثير من الصحابة. حتى أصبح من أعظم أصول التشيع تكفير الصحابة والجهر بمعاداتهم ولعنهم.
ومن أعجب العجب أن يدعي أحد الإسلام، ويفخر بما صنع أبو لؤلؤة المجوسي ويعظمه، ويمنحه لقب البطولة والرجولة.
3- ونتيجة الغلو في تقديس السادة والكبراء، استطاع ابن سبأ أن يروج بينهم بدعة ألوهية علي، وأحقيته وأهل بيته بالخلافة، فبالغت هذه الفرقة في تعظيم الأئمة، حتى رفعوهم عن مرتبة الملائكة والنبيين، بل وصفوهم بصفات الله تعالى، كقولهم: إن جميع ذرات الوجود تخضع لهم، وأنهم معصومون عن السهو والغفلة والخطأ.
وقياساً على الطريقة الكسروية، جعلوا الخلافة حقاً إلهياً محفوظاً لـعلي وذريته، وجعلوه أحد أركان الدين وأصوله، وقد تعصبوا للحسين وذريته أكثر من بقية آل البيت؛ لأنه تزوج بنت ملكهم كسرى، وجميع الأئمة عندهم من نسلها.
4- والبصمات اليهودية واضحة في التشيع جداً. فمما أدخله ابن سبأ فيها من عقائد اليهود، وأكمله من بعده:
أ- التمثيل والتشبيه: وعلى هذا كان قدماؤهم، ثم اتحدوا مع المعتزلة -كما أشرنا- وأصبحوا نفاة معطلة.
ب- يعتقد اليهود أنه سيخرج في آخر الزمان مسيح يهودي، يحكم العالم بشريعة داود، ويبعث له وزراء من أصحاب موسى ويوشع بن نون، وفي عقيدة الشيعة أن مهديهم المنتظر سوف يحكم بحكم داود، ويبعث معه وزراء من أصحاب موسى ويوشع بن نون.
ج- يعتقد اليهود جواز البداء على الله تعالى، وهو أن يأمر الله بأمر، ثم يبدو له خطؤه فيأمر بخلافه -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- وهذا جزء من عقيدة الشيعة في الله تعالى.